السؤال:
سؤالي مهم جدًّا، أخاف من عقوق الوالدين ومن دعائهما بالشر علي، أمي وأبي لم يكملا تعليمهما، لذا فهناك فجوة كبيرة بيني وبينهما، فأنا دائمة الشجار معهما ولا أستطيع التحكم بأعصابي، حيث إنني فتاة جامعية وأعلم حرمة العقوق فماذا أفعل؟ هل لي من توبة، حيث والداي غير راضيين عني أشعر بحرقة أجيبوني جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
أختي الكريمة يقول الله جل وعلا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 22].
أختي الكريمة أتقي الله في والديك إن الواجب عليك هو خدمة والديك، هل تحبين أن يعاملك أولادك كما تعاملين والديك؟
وأشير هنا إلى معنى قد يخفى على الكثيرين وهو المعنى الوارد في قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}، أي أن الرحمة بالوالدين يجب أن تكون بلا حدود لدرجة أن تظهر لهما الرحمة كأنها ذل لهما. فحقهما قبل حق النفس وقل حق أي أحد، ولعلك تذكرين خاصة أنك حائزة على شهادة جامعية وفضل بر الوالدين وأنه من الأعمال الصالحة التي يفرج بها الكربات ويزيل الظلمات كما في قصة الثلاثة النفر الذين أطبق عليه الغار فكان أحدهم بارًّا بوالديه إذن تقربي يا أختي إلى ربك ببر والديك والإحسان إليهما، واشكري الله على نعمه: بقربك منهما وتعبديه حتى بالنظر إلى وجههما وكم من محروم من والديه بسبب ظروف الحياة التي فرقت بينه وبينهما، وأوفي طاعتك لهما بكثير من الرحمة والحنان والحب. وبر الوالدين يحتاج إلى المصابرة ومجاهدة النفس التي تنزح إلى نسيان الفضل.
أختي الكريمة تذكري يوم كنت صغيرة كيف تنظفك أمك كم يسهر والديك عندما تكونين مريضة كم وكم من الآلام التي تحملتها أمك في حملك.
أختي الكريمة أكثري من الدعاء لهما والاستغفار، كوني بشوشة عند لقائهما، وقبلي رأسيهما، أدخلي السرور عليهما بما تستطيعين من الأسباب كالهدية والمزاح معهما، اسهري على راحتهما كما سهرا على راحتك، قبلي يديهما، لا ترفعي صوتك أمامهما، تجنبي مجادلتهما، لبي نداءهما. وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
الكاتب: اللجنة التربوية.
المصدر: موقع المسلم.